18‏/01‏/2015

أسـبوع أفـلام المقاومة الإيرانية... ثـلاثة أفـلام.. حضور جيد.. توقيت سيئ

الكاتب: نادي المطالعة   بتاريخ :  11:51 م   شوفي جديد بدون تعليقات

 
بكثير من الألم، يتوهج الفيلم الإيراني (رجم ثريا)، واضعاً مشاهده أمام تساؤلات وحقائق، في دعوة للتفكير والنقد الجريء، ففي سريةٍ تامة تروي السيدة زهرة لصحفي فرنسي قصة ابنة أختها ثريا وظروف موتها الدموية حيث اتهمها زوجها بالزنا ليتخلص منها بعد أن رفضت أن يتزوج عليها أو يطلقها لأنه من يعيلها فيلفق لها تلك التهمة، ويُحكم عليها بالرجم حتى الموت. الفيلم نموذج متمرد، ربما جاءت معظم إنتاجات السينما الإيرانية بهذا النبض، عبر طروحات خاصة ميّزتها، أو أشكال ابتعدت عن المألوف، وإن كان أسبوع أفلام المقاومة مؤخراً في دار الأسد للثقافة والفنون، مقتصراً على موضوع واحد، فتنوعت الأفلام الإيرانية المعروضة، وجاءت تحت العنوان نفسه.
التظاهرة التي أقامتها مؤسسة المهرجان الدولي لأفلام المقاومة في إيران بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما والمستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق، حصدت حضوراً كبيراً، لاسيما من الشباب، الذين اختلفت آراؤهم حول أفضل الأفلام وأكثرها تشويقاً وإثارة، بالطبع كان بالإمكان انتظار انقضاء أشهر الثلوج والعواصف، لضمان عرض جميع الأفلام في التظاهرة.
البداية كانت مع فيلم (أيام الحياة)، للمخرج مصطفى الشيخ طاري، ويروي قصة زوجين يعملان في مشفى ميداني جنوب إيران خلال فترة الحرب (1980 - 1988) لكن مع إعلان وقف إطلاق النار تأخذ حياتهما منحى جديداً، وفي (التراب والمرجان) لمسعود اطيابي، يظهر المضمون الاجتماعي أكثر وضوحاً، من خلال أسرة أفغانية تمر بظروف صعبة للغاية خلال حكم طالبان وهجوم القوات الأمريكية على أفغانستان عام 2001، وهو أول فيلم إيراني تم تصويره في أفغانستان.
ويحكي فيلم (الاستعادة) للمخرج علي غفاري، عن اتفاق عقدته الحكومة الإيرانية زمن الشاه، والحكومة الروسية أيام ستالين، لاسترجاع أطنان من الذهب، كانت إيران أودعتها لدى الحكومة الروسية زمن الحرب العالمية الثانية، لاحقا يُكلف عقيد في الجيش الإيراني بإحضار الذهب ليكتشف أن الأمر ليس إلا خدعة، والذهب موجود في حساب الشاه في سويسرا، ويكاد أن يكون الضحية في القصة.
وقد حالت الظروف الجوية دون عرض فيلم (الذهب والنحاس)، والذي يوضح كيف أن الإيمان الكامن في قلب الإنسان هو من ينتصر في نهاية الأمر على أطماع الدنيا وملذاتها، بفضل الحب والتمسك بالأمل، وفيلم (الطفل والملاك) للمخرج مسعود نقاش زادة، ويحكي عن فتاة في فترة الثمانينات زمن الحرب بين إيران والعراق، تقرر البحث عن شقيقها المفقود، لكنها تجد نفسها في خضم المواجهات، تساعد الجرحى والمصابين في المشافي الميدانية المتنقلة، على أن يعرض الفيلمان في وقت قريب.
اختيار الأفلام جاء عن طريق المستشارية الإيرانية، كما بيّن مدير مديرية المهرجانات في المؤسسة العامة للسينما والناقد السينمائي عمار حامد، ومع أنها تناولت موضوعاً معيناً، إلا أن السينما الإيرانية عامة استطاعت بأسلوب سينمائي خاص أن تنال الإعجاب، حتى إنها نالت جوائز عالمية، وكان لمخرجيها بصمات مختلفة وحيزاً في الفضاء الفني الواسع، فزاحموا السينما الأمريكية والإيطالية وغيرهما، وهي كما قال: تهتم بالتفاصيل والجزئيات، وظهر هذا في فيلم الافتتاح (أيام الحياة)، في فكرة المعارك، علماً أن السينما الإيرانية لم تقدم إنتاجات ضخمة مقارنة بغيرها كهوليوود مثلاً، لكنها قدمت تنفيذاً مقنعاً لكثير من المشاهد، كما يقدم ممثلوها أداء جميلاً بالعموم.


:

0 التعليقات:

Back to top ↑
كن على تواصل واتصال معنا

What they says

© 2013 نادي المطالعة السوري. تعريب تقارب Converted by BloggerTheme9
Blogger templates. Proudly Powered by Blogger.